بقلم الشاعر محسن الخزندار
ما أرحم نعمة النسيان
ما أجمل النسيان ... ما أرحمه بالإنسان
ولكن قدري حظر عليَّ النسيان
محظورٌ أن أنسى وجه أمي الطيب
أن أنسى عيونها التي تحمل كل ما في الدنيا من عطفٍ وحنان
محظورٌ أن أنسى عينا أبي وكل ما فيهما من تحدي الزمان
محظورٌ أن أنسى كيف استشهد أخي نعمان
بعيداً في بلاد الغربة في ذلك الزمان
محظورٌ أن أنسى قسَم الانتقام لروح أخي على قبره والأرض والسماء شاهدان
محظورٌ أن أنسى عهد الثورة والسيرُ على دربِ الشهادة وملاقاة الأحبةِ في الجنان
محظورٌ أن أنسى عيون الجندي الزرقاء عريضُ الصدرِ والمنكبان
يدفعُ إخوتي ليفتش السرير وما تحت الجدران
محظورٌ أن أنسى كيف انتزع أختي الصغيرة من حضن مرتبتها الدافئة ليلقي بها هي وإخواني بالبرد والظلام
محظورٌ أن أنسى بحث الجنود عن منشورٍ أو مقال أو رسالة من القيادة إلى رجال المقاومة الشجعان
محظورٌ أن أنسى دعواه أن قطعة سلاحٍ مخفية بين ملابس الصبيان
محظورٌ أن أنسى قدماه الضخمتان تغوصان في العجين وتترك آثارها في أنحاء البيت في كل مكان.
محظورٌ أن أنسى كيف جرجروا أبي إلى السجن وما روى لنا عن سطوة السجَّان
محظورٌ عليَّ أن أنسى كيف كان ظلم العدو وقسوة العدوان
محظورٌ عليَّ أن أنسى أزيز الرصاص يدوِّي على الطرقات وأنا وإخواني نجري نختبئ في ظل الحيطان
محظورٌ أن أنسى كيف داهمت قوات الاحتلال منزلنا في دجى الليل واختطفتني أنا وأبي وبقية الاخوان
محظورٌ أن أنسى أيام المحاكم والزيارة وقسوة القيود وحقارة السجَّان
محظورٌ أن أنسى كيف كانت أيام وليالي التفتيش وقلب الأسِرّةِ والدواليب وتخريب المكان
وكيف أنسى أن على أهلي محظورٌ إطباق الجفنان
محظورٌ أن أنسى وقفة الأحبة والأصدقاء حين تقرر نسفُ المنزل وإبعاد أهلي عن أعز عنوان
محظورٌ أن أنسى كيف شهد الجبان بالكذبِ والخسةِ والندالةِ ليثير أحقاد القاضي والسجّان
محظورٌ أن أنسى برودة جدران السجن وغرف الزنازين وما فيها من ذلٍ وهوان
نعم محظورٌ أن أنسى دعاء اليمامةِ وتسبيح الجمامةِ فوق البنيان
ومحظورٌ أن أنسى بركة الرحمن في الصبر على السجن وهوان الإنسان
أقول نعم محظورٌ أن أنسى كيف هان شيخُ الأمة وطعنه جبان
محظورٌ أن أنسى كيف قضت أمي وقد اغتالت قلبها الأحزان
ليس من حقي أن أنسى أخي بدرٍ وقد ساندني على تخطي الأحزان
كيف ... وكيف لي أن أنسى وكلُ ما حولي شاهدٌ على خسةِ زمن الطغيان
ليس من حقي أن أنسى يدٌ ربَّتت على كتفي بحنان
ليس من حقي أن أنسى من علَّمني كيف يكون الحب والغفران
ما أرحم نعمة النسيان
ما أجمل النسيان ... ما أرحمه بالإنسان
ولكن قدري حظر عليَّ النسيان
محظورٌ أن أنسى وجه أمي الطيب
أن أنسى عيونها التي تحمل كل ما في الدنيا من عطفٍ وحنان
محظورٌ أن أنسى عينا أبي وكل ما فيهما من تحدي الزمان
محظورٌ أن أنسى كيف استشهد أخي نعمان
بعيداً في بلاد الغربة في ذلك الزمان
محظورٌ أن أنسى قسَم الانتقام لروح أخي على قبره والأرض والسماء شاهدان
محظورٌ أن أنسى عهد الثورة والسيرُ على دربِ الشهادة وملاقاة الأحبةِ في الجنان
محظورٌ أن أنسى عيون الجندي الزرقاء عريضُ الصدرِ والمنكبان
يدفعُ إخوتي ليفتش السرير وما تحت الجدران
محظورٌ أن أنسى كيف انتزع أختي الصغيرة من حضن مرتبتها الدافئة ليلقي بها هي وإخواني بالبرد والظلام
محظورٌ أن أنسى بحث الجنود عن منشورٍ أو مقال أو رسالة من القيادة إلى رجال المقاومة الشجعان
محظورٌ أن أنسى دعواه أن قطعة سلاحٍ مخفية بين ملابس الصبيان
محظورٌ أن أنسى قدماه الضخمتان تغوصان في العجين وتترك آثارها في أنحاء البيت في كل مكان.
محظورٌ أن أنسى كيف جرجروا أبي إلى السجن وما روى لنا عن سطوة السجَّان
محظورٌ عليَّ أن أنسى كيف كان ظلم العدو وقسوة العدوان
محظورٌ عليَّ أن أنسى أزيز الرصاص يدوِّي على الطرقات وأنا وإخواني نجري نختبئ في ظل الحيطان
محظورٌ أن أنسى كيف داهمت قوات الاحتلال منزلنا في دجى الليل واختطفتني أنا وأبي وبقية الاخوان
محظورٌ أن أنسى أيام المحاكم والزيارة وقسوة القيود وحقارة السجَّان
محظورٌ أن أنسى كيف كانت أيام وليالي التفتيش وقلب الأسِرّةِ والدواليب وتخريب المكان
وكيف أنسى أن على أهلي محظورٌ إطباق الجفنان
محظورٌ أن أنسى وقفة الأحبة والأصدقاء حين تقرر نسفُ المنزل وإبعاد أهلي عن أعز عنوان
محظورٌ أن أنسى كيف شهد الجبان بالكذبِ والخسةِ والندالةِ ليثير أحقاد القاضي والسجّان
محظورٌ أن أنسى برودة جدران السجن وغرف الزنازين وما فيها من ذلٍ وهوان
نعم محظورٌ أن أنسى دعاء اليمامةِ وتسبيح الجمامةِ فوق البنيان
ومحظورٌ أن أنسى بركة الرحمن في الصبر على السجن وهوان الإنسان
أقول نعم محظورٌ أن أنسى كيف هان شيخُ الأمة وطعنه جبان
محظورٌ أن أنسى كيف قضت أمي وقد اغتالت قلبها الأحزان
ليس من حقي أن أنسى أخي بدرٍ وقد ساندني على تخطي الأحزان
كيف ... وكيف لي أن أنسى وكلُ ما حولي شاهدٌ على خسةِ زمن الطغيان
ليس من حقي أن أنسى يدٌ ربَّتت على كتفي بحنان
ليس من حقي أن أنسى من علَّمني كيف يكون الحب والغفران